تربية الدواجن بطريقة عضوية

لحم الدجاج هو أكثر البروتينات الحيوانية استهلاكا حول العالم. لكن رغم انتشاره فنسأل أنفسنا هل أكل الدجاج صحي؟
بسبب الطلب الكبير على اللحم الرخيص، تم تهجين سلالات سريعة النمو لتلبية احتياجات المزارع التجارية.
هذه المزارعة لديها هدف واحد فقط هو انتاج الدجاج في أسرع وقت ممكن، لتحقيق أكبر عائد من الأرباح.
لتحقيق مكسب أكبر يتم وضع عدد كبير من الدجاجات في أقفاص صغيرة، وأماكن بدون إضاءة طبيعة أو مكان مفتوح، أو بيئة تسمح لهم بحياة طبيعية.
توفر هذه المزارع علف مركز، أو هرمونات نمو، ومضادات حيوية كي تساعد على نمو أسرع للدواجن وفقدان أقل عدد بسبب المرض.
دون وجود أماكن مفتوحة وهواء نقي تصبح عنابر الدواجن ملوثة بالأمونيا الناتجة عن مخلفات الدجاج، يؤثر هذا على عيونهم وأجهزة تنفسهم. كما أنه يضعف أجهزتهم المناعية، ويزيد من قابليتهم للمرض، وبالتالي يزيد من استخدام المضادات الحيوية.
لماذا يعنينا هذا؟ لأننا نصبح ما نأكل، وما يأكله الدجاج أيضا. عندما نأكل دواجن أو بيض به مضادات الحيوية ومنشطات نمو تتأثر صحتنا، وتضعف مناعتنا المناعة.
إذن ما هو الحل؟ أن نترك الدجاج يكون دجاج، قادر على التصرف على طبيعته، ورفرفة اجنحته والهرش والتمدد والمشي بحرية والقفز والجري وأي نشاط هام من أجل صحة الدجاج.
يحتاج الدجاج لمساحة متر على الأقل لكل سبع دجاجات. كما يحتاج لمساحة مفتوحة، وللشمس والتربة، كي ينظف نفسه عن طريق حمام التراب.
البيئة الطبيعية تساعد الدجاج على النوم أثناء الليل في الظلام. الدجاج من الطيور، ويحتاج أن ينام في مكان مرتفع عن الأرض. ولا يحب الدجاج النوم على الأرض. وهناك نظام اجتماعي للدجاج حيث يحتل الدجاج الأعلى مرتبة المكان الأعلى في العشة.
كما أنه لا يحب أن يضع بيضه على الأرض، لذا يجب توفير صناديق، أو أماكن آمنة لتشجيعهم على وضع البيض.
من الأفضل توفير الغذاء بشكل مستمر للدجاج، مثل الحبوب والبقوليات، والأكل الطازج مثل الحشائش والبنجر والبرسيم وفضلات الخضار. يجب تقديم الغذاء في أوعية نظيفة، بعيدة عن تساقط فضلاتهم. يمكنك استخدام جرادل معلقة.
لتشجيع الدجاج على نبش التربة يتم القاء جزء من طعامهم على الأرض، كي ينبشوا التربة معا، لأنهم كائنات اجتماعية.
ضع بعض القش في مكان منفصل، ورشه بالماء يوميا لمدة أسبوعين، ستتجمع به الكثير من الحشرات، التي يتغذي عليها الدجاج. أكل الحشرات من أفضل مصادر البروتين للدجاج، وهي الطعام الذي تقدمه لهم الطبيعة والذي يحتوى على كل الأملاح المعدنية التي يحتاجونها، وينتج عنه بيض مغذي ولحم عالي الجودة.
في محاولتهم لانتاج أكبر كم من اللحم في أقل وقت ممكن وضع مربوا الدجاج بالطرق التجارية صحتنا في خطر. عندما ندفع نقودا أقل لشراء لحم أرخص، سندفع الثمن لعلاج صحتنا في المستقبل.
يمكننا تقليل المخاطر الصحية عن طريق أكل دجاج من مزارعين يربون دجاجهم ويطعمونه بطرق صحية. فكر فيما تأكل، وكم، وابحث واختر القرار الصحيح كمستهلك أو كمزارع.
فلنستثمر في صحتنا، ونتجه نحو مزارع دواجن عضوية، يهتم المربون فيها بدجاجهم وبزبائنهم.